زمردة الامنيات

في ذلك اليوم الجميل ... عندما كانت السماء صافية

والغيوم كحَلوة "شعر البنات" والشمس ذات الاشعة القوية

فالأزهار تتراقص مع نسمات الريح .. والمياه تتدفق بكل سيولة

والناس مجتمعين مع بعضهم البعض .. يتكلمون في امور شتى

كنت اتابع كل ذلك من نافذتي الصغيرة ... انني استمتع بوقتي عندما

ارى كل شئ بخير في مدينتي ... احس بالأمـــان حولي والفرحة حيالي

شعور رائع ...

اغلقت النافذة ... لانني اطمأنت على أحوال أهل المدينة .. فاتجهت الى السرير

لأأخذ قسطا من الراحة .. نمت على الفراش وكنت سأضع رأسي على الوسادة

الا بصوت رعد وبرق وأشياء تنكسر ... قمت مذعورة ؟ّ! مالذي حدث

فذهبت نحو نافذتي .... فتحتها ورأيت مالم تراه عيني من قبل

أناس مقتولين والدماء تجري في الشوارع كالأنهار ... أطفال يبكون

ونساء يصرخن ... ورجال يقاتلون ويموووتووون ...؟ ما لذي حدث ؟

بسرعة الفهد اركض نحو الباب وادفه بقووووة ... واصارخ اريد منهم

ان يفتحوا لي الباب ولكن لا أحد يسمعني ...فسقطت على الارض منهارة

من حال الناس في الخارج .. ومن حالي فإنني أسيرة هنـــا منذ زمن بعيد

لقد حبسوني في قصر الملك ... نعم حبسوني فيه منذ ان كان عمري في الحادية عشر

لان ابي قد أخطأ في خياطة قميص الملك ... غضب كثيرا وقرر ان يحبسني في قصره

لكي يقهر أبي على مافعله بقميصه .. فعلا أمر قد يسبب الجنون .. ؟

جلست في زاوية من زوايا هذه الغرفة الكئيبة ... المظلمة نوعا ما

وأضم رجلي على صدري وأنزل رأسي ... وأبكي بكاء حارقا

لماذا الناس بهذه القسوة .... لمااااذا ؟

الا وبأحد يفتح الباب .... باب غرفتي ! فرفعت رأسي بسرعة وفتحت عيناي كثيرا

من الدهشة ... ؟

فقلت : من انت ؟!

قال : انتي ستذهبين معي الآن

: نعــــــــم ! ومن تكون حتى أذهب معك ؟

: ههه ... اسمي جون

: لماذا لم ترد علي ....وبإبتسامة : جون ؟!

فقلت بهمس : جون أجمل عن هذا .....

جون : نعم ... والآن ستذهبين معي رغم انفك

وبصراخ : اغرب عن وجهي .........

غضب مني جون ... كان يلبس معطفا وغطا وجهه أيضا .. فأطلق العنان

وفتح الغطاء ... الا يظهر لي شكل قبيح جدااااا ... لا اعلم من أي كوكب هذا ؟

فخفت منه ووقفت وقلت : اخرج من الغرفة ايهاااااا القبييييييييييح

جون:..... انتي الوحيدة التي نجوتي من عذابي ؟

: ماذا تقصد ؟!

جون : لان كل من قال لي ... قبيح .. أغضب منهم واقتلهم

: ولماذا لم تقتلني ؟!

جون : ................ ( ابتسم )

: تكلم ؟!

جون : لأني أحببتك من بين هؤلاء الناس جميعا

: ..................( مندهشة )

جون نظر إلي وانزل رأسه ....

: وكيف عرفتني ؟

جون : انتي تعرفيني يا ديانا

: وكيف عرفت اسمي ؟؟؟؟!

جون: قلت لك تعرفيني منذ أن كنت طفلة

: من انت ؟!

جون: ..............( ابتسم )

: انت تقهرني ........ لماذا تبتسم ؟

جون : هل تكرهين لي الابتسامة وأنتي منذ القدم تعشقينها مني ؟

: يا الــهي من قال ... أنت تسبب لي الغثيان ...

جون والدمع تنزل على وجنتيه : أنا ياديانا .. جون الصغير

الذي كنت تلعبين معه ... ونغني مع بعضنا البعض أغنية العدالة

هل نسيتيني ؟ ......

: مااااااااذااا ؟ انت مختلف تماما عن جون الذي أعرفه

جون أجمل وأفضل منك بكثير ..

جون : لا تصرخي أرجوك ... اقسم لك إنني جون كندي

: .........................لماذا أصبحت بهذا الشكل ؟

جون : سحرتني تلك العجوز اللئيمة ... التي كانت تطاردنا في كل مكان عندما كنا صغارا

: ...... أها تلك العجوز ........سحرتك ؟!

جون : نعم .... والآن لا اعلم كيف سأرجع لطبيعتي بل ......

: بل ماذا ؟!

جون : يجب علي ان أذهب الي مدينة هيوستن .... مكان

بالقرب من الشاطئ .... سنجد هناك عشبة نادرة ....و .....

: و مااااااذا لاتسكت

جون: لااستطيع ان اجلبها

: لمــــــــــاذا ؟!

جون : لأنها محمية من قبل مسلحين ووحوش

: لايهم .......... هيا لاتضيع علينا الوقت .. لنذهب الى ذلك المكان

ونعثر على تلك العشبة

جون : بهذه السهولة ؟!

: نعــــــــــم ,,, بالارادة القوية جدا سنحقق ذك

جون ابتسم : ....هيا بنا

ابتسمت : هيا اااااااا

............

وصلنا إلى شاطئ هيوستن

وكنا نركض بكل قوتنا

فاتجهنا إلى مكان العشبة ... الا وشئ يمسك رجلي

نظرت الى الاسفل ......... نبته عريضه جدا

تعصر قدمي ......... تأأألمت بشدة

جون كان يقطع هذه النبتة الضخمة

فكلما جرحها بالسيف تضعف وتضعف ... فذهبت عني

أحس بألم فظيع ولا أستطيع المشي ....

جون : لن أذهب ....... سأبقى معك هنا

: لا ... اذ هـ هـ ب ـ ب

فأتجه نظري على يده ... نصفها مختفية ...... فصرخت

جون : ماذا بك ........ ؟!

: انظر إلى يديك

كل لحظة يختفي جزء من يده

جون صرخ : ما هذا ؟ !

نعم تذكرررررت ... عندما تغيب الشمس

لن أرجع مثلما كنت

انظر إلى ساعتي وقلت بحزم : لم يبقى من الوقت شيئا

اذهب وأنا سألحق بك ...

جون : ............................... انتي بخير ؟

: نعــــــــــــــم هيا اذهب

جون : ........................... اذا سأذهب وسامحيني سأتركك هنا

ابتسمت : لا لا الآآآآآآن اذهب اذهب

ذهب جون

وصار قريبا جدا من النبتة

فصرخ قائلا : أيهاااااااااااااا الوحوش ... لو كنت قوية فاظهري لي

ظهرت الوحوش غاضبة من كلامه ....

فهم لا يتكلمون بلغة مفهومة ....

جون : ماذا يقولون ؟!

فجاء وحش من وراءه فحس جون .. لأنه مسحور ولديه قوة

تقتل الشخص الذي يقاتل معه ........

ذهب الى جهة أخرى بلمح البصر

فأصدر من عصاه شعاعا قويا .... على ذلك الوحش

فسقط على الأرض معلنا موته .... والثاني والثالث والرابع .... الخ

فأتى وحش غريب عن الوحوش السابقة فقوته تساوي 1000 من تلك الوحوش

جون : وأخيرا قد التقينا .... ستموت على يدي

الوحش : هـــــــا هــــــــا هـــــــــا انك مخطئ تماما

لن تتغلب علي ... لأنني الأقوى هـــــــا هـــــــا هــــــــا

جون : أنت تتكلم بلغتنا ؟

الوحش : مختلف تماما عن الوحوش الذي قتلتهم من قبل

جون : لا يهم ....... هيا نقاتل ...

بدأ القتال الحاسم

والطرفان يقاتل ويهاجم بكل قوته

مر على الوقت نصف ساعة من بدء قتالهما

...

جون يتنفس بصعوبة

وبهمس : انه حقا قوي

الوحش : هـــــــــــا هـــــــــــا هـــــــــــــــا
جون : لن أستسلم ........ وذهب ليقاتله

جون جسمه نصفه قد اختفى .. لذلك هو لايستطيع القتال

الوحش ضربه بكل عنف ورماااه على الارض ووضع رجله على رأسه

وقال :

مت .. مت ... مت أيها الكريه .... لماذا انت أجمل مني ؟؟؟؟؟؟؟

كنت أراقب كل ذلك من بعيد ...... وأنا مصدومه تماما ... لان جسم

جون سيختفي بأكمله فيما بعد

حتى لا يموت جون .. ذهبت لأحضر النبتة بنفسي

وكلي أمل بأن جون سيعيش .... سيعيش

الآآآآن أصبحت قريبة جدا من النبتة ... هي أمااااامي الآآآآآآن

أماااااامي ... كنت سأمسك بها ... إلا وسيف قد قطع كم ثوبي

رفعت رأسي انظر من الذي فعل ذالك

إلا بوحش شكله أبشع من جون وهو مسحور

وكان جون على كتفه ... مغمى عليه ....

ووجهه شاحب جدا ....لا لا لن يموت جون

: انت ...... انزل جون من على كتفك

الوحش : ههههههههههههه أقول أيتها العصفورة الصغيرة

اذهبي الى هناك ..و الا سأقتلك

: لا لن اذهب ... وانا من سأواجهك

الوحش : ههههههههههه ... ارينا قواك ... يالعصفورة هههههههه

أخرجت من جيبي زمردة جدتي اعطيتنياها .. أتذكر يوما قالت لي وأنا كنت صغيرة :

يا ابنتي .... خذي هذه الزمردة .. و استخدميهااا في الأوقات الصعبة والحرجة جدا

وعندما تستخدميها ... قولي أي أمنية تريدينها ...

فقلت أمنيتي : أيتها الزمردة أرجعي قريتي كما كانت ...وأزيلي السحر عن جون

واقتلي كل الأرواح الشريرة ... وأولهم ذلك الوحش الواقف أمــــــــامي

تحققت أمنيتها في ثواني ... فتحت عيناها إلا وكل شئ رجع كما كان

فنزلت من فوق رسالة .... مكتوب فيهـــــا

ديــــانا ... أنا آسف جدا لم أقصد أن أجرحك ولكن

أنا طلبت من تلك العجوز أن تسحرني

حتى أقتل الملك وأنقذك من السجن التي كنت تعيشين فيه ....

ولكن لم أتحكم بنفسي فقتلت من في القرية بدون قصد

وانا أعلم الآن ان جميع أهل القرية موجودين الآن

وانتي طلبتي ان الزمردة تقتل كل الارواح الشريرة

فأنا كنت مسحور ... بسحر يجعلني روح شريرة

فمت مع جميع الاشرار.... لايهم ذلك

أنا سعيد جدا لأنك كنتي تريدين أن تنقذيني

وفخور بك أيضا لأنك واجهتي الوحش بكل قوة

اذهبي الآن الى أهلك .... اشتقت إليهم بالطبع ..

سأشتاق إليك و للغناء معك ... أغنية العدالة

وداعا الى الابد

جون كندي

: لاااااااااااااااااااااااا انني غبية

اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ

ذهبت متجهة إلى بيتي والدموع تسقط على خدي

فنظرت إلى باب البيت ... إلا بشخص يخرج من البيت

كان شكله حزين .... عندما رآني ابتسم ... واشرق وجهه

وصرخ على أهل البيت ... : ام ديااااااانا ....... ام ديااااااانااااااا

ديااااااانااااااااا هنـــــــــــــــــــــــــا

امي خرجت من البيت

وركضت بإتجاهي وحضنتني ولحق بها أبي

ويحضنوني وانا أبكي معهم ...

فأدخلوني للبيت ... وجلست أتكلم معهم

وأضحك وأبتسم ابتسامات باهته ... لأن تفكيري

برسالة جون ..

امي : بماذا تفكرين عزيزتي

: هــا ... لاشئ امي .. وبصدق : اشتقت اليكم

ابي : ونحن كثيرا

: سأذهب لكي أرتاح ... انني مرهقة جدا

ابي : اذهبي بنيتي ... انك حقا مرهقة ...

ذهبت متوجهة الى غرفتي .... منذ 9 سنين وانا لم ارا أهلي ولا غرفتي

اشتقت اليهم جميعـــا

رأيت كتابي مفتوحا وقلمي فوق طاولتي الدراسية ... آه يا كتبي ويادراستي

فتحت مذكرتي وكتبت :

الى جون ... صديق الطفولة ..

أنا آسفـــه ... كنت غبية عندما استخدمت الزمردة في ذلك

الوقت ...لو استخدمتها الآن ... لتمنيت رجوعك لأهلك ولمدينتك

ولنا جميعا ..... وسقطت الدمعة معلنه الخروج من عيني الحزينة

... آه لن أنســــاك ياجون ولن أسامح نفسي

*******************

اهئ اهئ نهايه حزينه