الجني

موضوع: الجني الجمعة يوليو 02, 2010 9:11 am

كانت ليه صافيه خلت فيها السماء من الغيوم تماما وتوسطها بدر مكتمل الاستداره كقرص من فضه لامعه اضاء المدينه الصغيره بضوئه الحاني والقي ظلا طويلا لفيلا قديمه مهجوره عندما اقترب منها عدد من الصبيه في حذر وتطلعو اليها في خوف وهم يلتفون حول احدهم الذي بدا اكثر تماسكا ووجهه الصغير يحمل امارات الصرامه والعناد وقال له احد رفاقه
اما زلت مصرا ياعمر
اومأ عمر ذو السنوات الاحدي عشر برأسه ايجابا في حزم قبل ان يجيب :
نعم سادخل الفيلا علي الرغم من كل الشائعات التي تتردد حولها
تمتم احد الصبيه في سخريه تمتزج بشئ من الخوف والرهبه:
اراهن انه سيعدو مذعورا عندما يصبح امام باب الفيلا
هتف به عمر في غضب:
اراهنك علي دراجتك الجديده
ثم اعتدل في اعتداد وازاح رفاقه وسار بخطوات سريعه نحو الفيلاوهو يقول في صرامه:
ولن اسمح لك بركوبها عندما تصبح ملكي
قطع السافه المسافه من موضوع الصبيه الي سور الفيلا في خطوات سريعه ثم توقف لحظه امام البوابه المعدنيه واذدرد لعابه وهو يلقي نظره جديده علي الفيلا والظلال الممتده منها علي ضوء القمر
كان يعرف جيدا كل تلك الشائعات التي تتردد حول تلك الفيلا كما يعرفها كل سكان مدينه وكان يخشي المكان كما يخشاه الجميع
فمنذ 12 سنه حسبما سمع كان يقيم في هذه الفيلا رجل غريب الاطوار يقضي كل وقته داخل الفيلا ولا يغادرها الا فيما ندر مستقلا سيارته العتيقه الطراز وينطلق الي جهة ما حاملا عده صناديق لا يدري احد ما تحتويه او الهدف منها
ولم يكن ذلك الرجل اجتماعيا بحيث يمكن سؤاله عن طبيعه عمله وانما كان صارما عنيدا يرفض الاختلاط بالاخرين او حتي استقبالهم كما كان يحيط حياته كلها بإطار من الغموض اثار فضول اهل المدينه الصغيره كلهم حتي وقد حول بعضهم استنطاق ذلك الخادم الكهل الذي يأتي لتنظيف الفلا كل اسبوع ولكن حتي ذلك الخادم كان يجهل كل شئ عن مخدومه اذ كان هذا الاخير يقضي وقته كله داخل قبو الفيلا دون ان يسمح لخادمه بتنظيفه او حتي دخوله
ثم فجاه اختفي الرجل
اختفي تماما دون ان يترك خلفه ادني اثر
والعجيب ان احدا لم ينتبه الي اختفائه الا عندما حضر خادمه فلم يعثر له علي اثر داخل الفيلا علي الرغم من وجود سيارته العتيقه خارجها
وابلغ الخادم الشرطه التي قامت بتفتيش الفيلا كلها وكذلك القبو الذي كان خاليا الا من مقعد قديم متهالك وبعض اوعيه زجاجيه محطمه
ولعام كامل اجرت الشرطه تحرياتها ووزعت نشره باوصاف الرجل ولكن دون جدوي
لقد اختفي تماما
وبسرعه اطلق اهل المدينه شائعه تقول ان الرجل كان احد المتعاملين مع الجن ثم خالف اوامرهم فسحبوه الي عالمهم تحت الارض
ولاقت الشائعه قبولا غريبا واستقبلها اهل المدينه كما لو كانت حقيقه لاتقبل الشك فلم يقترب احدهم من الفيلا وتركوها مهجوره علي هذا النحو
ثم حدث ما جعل الشائعه تتحول الي حقيقه
فذات يوم فكر احد اللصوص في الاستيلاء علي محتويات الفيلا او البحث عن ثروه الرجل المخفاه في مكان ما منها فتسلل اليها تحت جناح الظلام ثم
ثم اصيب بالجنون
نعم
لقد سمعه جيران الفيلا يطلقصرخات رعب هائله ويطلب النجده فاتصلو بالشرطه التي هرعت الي المكان والقت القبض علي اللص الذي ظل يردد :
الجني .. الجني
ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ حتي اللصوص علي دخول الفيلا
12 سنه كامله لم تطأ فيها قدم مخلوق واحد هذه الفيلا
انتفض عمر فجأه عندما بلغ تفكيره هذه النقطه وشعر بقلبه ينبض في قوه وكاد يثب من بين ضلوعه وراودته فكره التراجع والفرار الا انه خشي ان يفقد زعامته وسط الصبيه الاخرين الذين اعتادو ان يتركو له زمام قيادتهم اعترافا منهم بأنه اكثرهم ذكاء وشجاعه
وشعر بالندم لانه اعلن في لحظه زهو استعداده لدخول فيلا الجني كما يطلق عليها اهل المدينه
ولكن ما الفائده؟
لقد ضاع وقت الندم
لابد ان يدخل الفيلا
او يفقد زعامته
ولم يتردد عمر طويلا فهو لن يتنازل عن زعامته وتفوقه ابدا مهما كان الثمن
وفي حسم دفع بوابه الفيلا وعبر حديقتها القصيره ثم دفع بابها الكبير الذي لم يغلقه احد منذ القاء القبض علي اللص وسمع ذلك الصرير المخيف الذي اطلقته مفاصل الباب وهو يتحرك مفتوحا فارتعد قلبه وسط ضلوعه ووقف يتطلع الي الظلام داخل الفيلا في خوف
كان الموقف رهيبا بحق
كان ضوء القمر يسقط علي اثاث الفيلا القديمه فتمتد منها ظلال طويله داكنه تنكسر عند الحائط المقابل وتمتزج بظلام الفيلا من الداخل
وباصابع مرتجفع اشعل عمر مصباحه الضوئي الصغير
وخطا داخل الفيلا
وفي الخارج ارتجف رفاقه وامتلات قلوبهم بالرعب لمجرد رؤيته يدلف الي الفيلا وغمغم احدهم في هلع :
يإلهي لم اكن لافعل ما فعله عمر ولو منحوني كنوز الدنيا في العالم كله
ارتجف صوت صبي بدين وهو يقول:
من الواضح ان عمر شجاع بحق
انبعث صوت عصبي حاد يقول:
المهم ان يعود
التقت العيون كلها عند صاحب الصوت الحاد ثم ابتسم البدين في خبث وقال:
من المؤكد ان شجاعه عمر قد احنقتك يا هيثم فأنت تسعي لزعامه الشله منذ زمن
قال هيثم في عصبيه:
انني استحقها
اتسعت ابتسامه البدين وحملت مزيدا من الخبث وهو يقول:
الم اقل لك؟
احتقن وجه هيثم في غضب وهتف:
هل تعلم انني استطيه كسر انفك و....
قاطعه البدين:
نعم اعلم هذا
ثم اشار الي الفيلا مستردا في تحد:
ولكن هل يمكنك دخول الفيلا مثلما فعل عمر؟
نقل هيثم عينيه الي الفيلا وارتجف مع مشهدها الرهيب تحت ضوء القمر ثم اشاح بوجهه في خوف قائلا في عصبيه:
كلا لا يمكنني ذلك
كان سماع هذه العباره التي تحمل اعترافا ضمنيا بزعامه عمر كفيل بتفجير كل سعادته لولا انه كان في هذه اللحظه يرتجف وهو يسير عبر ممرات الفيلا ورأسه يحمل تساؤلات لا حصر لها
كيف يبدو هذا الجني؟
اهو طيب ام شرير؟
هل يحمله الي قاع الارض ام يكتفي باخافته فحسب؟
ثم مالذي فعله مع اللص قبل مولده بعام كامل
فجأه تجمدت كل الاسئله والافكار في عقله وهو يحدق في تلك الظاهره الغريبه التي وقع عليها ضوء مصباحه بغته
كان هناك حائل نصف شفاف يقف بينه وبين الحائط المقبل
وهوي قلبه بين ضلوعه عندما بدا له ذلك الحائل اشبه بجسد بشري من زجاج يتحرك كما لو ان الروح تموج في نفسه
وبحركه غزيريه رفع عمر مصباحه الي اعلي ذلك الجسد نصف الشفاف ثم انتفض جسده في قوه عندما وقع ضوء المصباح علي الوجه
وجه الجني

يتبع

موضوع: رد: الجني الجمعة يوليو 02, 2010 10:37 am

القصة مشوقة جدا
نزلي الباقي بسرعه

موضوع: رد: الجني السبت يوليو 03, 2010 6:42 am

شكرا ع المرور

موضوع: رد: الجني الأربعاء يوليو 14, 2010 11:25 pm

القصه اكثر من رائعه

فين الباقى؟

موضوع: رد: الجني الخميس يوليو 15, 2010 7:37 am

هنزله بس استنو شويه

موضوع: رد: الجني الجمعة يوليو 23, 2010 3:42 pm

ده كلو؟

موضوع: رد: الجني السبت يوليو 24, 2010 6:05 am

يلا يا ساكورا شوقتينا قوي كملي lol!

موضوع: رد: الجني الأحد يوليو 25, 2010 1:51 pm

معلش هكلمها بس لما افتح في يوم الصبح علشان الاقي وقت اكتبها
ايه اللي خلاكي تفتحي يانشوي نسيتي انك حلفتي اوعي مش نفذتي وعدك؟
شكرا ع المرور مارينا

موضوع: رد: الجني الأحد يوليو 25, 2010 2:34 pm

لا متخافيش نفذته

موضوع: رد: الجني الإثنين أغسطس 16, 2010 1:35 am

الحلقه التانيه
بدأ القلق يرسم خطوطه علي وجوه الصبيه الصغار وهم يتطلعون الي الفيلا التي بدت لهم اكثر رهبه مع مرور الوقت وارتجف صوت احدهم وهو يقول: هل نبلغ الشرطه
وعلي الرغم من ان زميله البدين كان اكثر قلقا الا انا غمغم: لا ليس بعد
هتف هيثم بعصبيه كعادته: ماذا تعني بليس بعد يا تامر؟..لقد مضت نصف الساعه منذ دخل عمر الي الفيلا وهذه فتره زمنيه طويله قد تعني انه فقد وعيه من شده الرعب او اصيب بضرر ما
قال تامر في حد: عمر لن يفقد وعيه من شده الرعب مهما حدث فهو اشجعنا
همس صبي اخر والخوف يملأ نفسه: ماذا لو انه التقي بالجني فحمله الي اعماق الارض كما فعل مع صاحب الفيلا منذ عشر سنوات؟
هوي ذلك الاحتمال علي رءوسهم كصاعقه قويه حبست الكلمات في حلوقهم فراحو يتطلعون الي بعضهم البعض في قلق وخوف وكل منهم يحاول ان يستنكر في اعماقه هذا الاحتمال في حين استسلمت عقولهم له واستكانت لما قد يعنيه
ثم اتسعت عينا تامر فجأه وهتف في فرح: لا لم يحدث شئ من هذا لقد عاد عمر
التفت العيون كلها الي الفيلا في دهشه وتركزت علي عمر الذي غادر باب الفيلا في هدوء شديد وعبر الحديقه بخطوات عاديه قبل ان يتجاوز بوابه الفيلا ويتجه نحو رفاقه في صمت
والعجيب انهم استقبلوه في صمت مماثل لفهم جميعا دقيقه واحده قبل ان يكسره تامر البدين ويسال عمر في تردد: ماذا حدث هناك؟
التفت اليه عمر وبدا وكأنه يراه لاول مره قبل ان يقول في هدوء شديد وبإبتسامه بدت للجميع شديده الغموض: لاشئ....لم يحدث شئ
تبادل الجميع نظرات الدهشه والحيره ثم غمغم هيثم: الم تلتق بالجني؟
هز عمر رأسه نفيا وهو يقول في حزم: لا يوجد جني هناك
ثم اضاف في لهجه اّمره: هيا سنعود الي منازلنا
سارو خلفه جميعا في صمت ثم قال تامر في تردد: كلنا نعترف بشجاعتك ياعمر ولقد ربحت الرهان
التفت اليه عمر وسأله في شرود: اي رهان؟
قال تامر في دهشه: الرهان يا عمر...دراجه كريم...المفروض ان..
قاطعه عمر: اه..دراجه كريم..دعك من هذا فالمراهنات امر يحرمه الدين
غمغم تامر: بالطبع
ثم تطلع الي عمر في حيره لماذا يبدو له صديقه مختلفا؟
لماذا لا يبدو كما عرفه دائما؟
كان من الممكن ان تمتد تساؤلاته الي ما لانهايه لولا ان بلغ الركب منزل عمر فقال عمر: طاب مساؤكم يا رفاق
ودلف الي منزله بسرعه دون ان يلقي نظره واحده علي وجوه رفاقه الذين توقفو يتطلعو اليه مبهوتين قبل ان يغمغم كريم: ماذا اصابه؟
اجاب هيثم في سخط: بلي.....انه الغرور يارفاق
لم يناقش احدهم رأيه او يتصدي له هذه المره وانما تابع الجميع مسيرتهم في صمت وفي اعماقهم يدوي سؤال واحد...
ماذا اصابه؟
اما عمر فقد صعد الي منزله في صمت ولم تكد والدته تستقبله علي باب شقته حتي قالت معاتبه: لقد تأخرت عن موعد العشان ياعمر
اجابها في اقتضاب ادهشتها: اعتذر عن هذا
لم تعتد منه ابدا ذلك الاستسلام السريع او الاعتذار دون سرد مبراته واسبابه مما جعلها تتطلع ايه في حيره تمتزج باقلق وهي تسأله: هل اعد لك طعام العشاء؟
ادهشها مره اخري وهو يقول: كلا... شكرا لكِ
تابعته ببصرها في مزيد من القلق والحيره وهو يتجه الي حجره مكتب والده وغمغمت: ماذا اصابه؟
والتقطت اذناه غمغمتها لكنه لم يتوقف وانما دق باب حجره مكتب والده في رصانه وانتظر حتي سمع والده يدعوه للدخول فدلف الي حجره المكتب واغلق الباب خلفه في هدوء ثم جلس علي المقعد المقابل لمكتب والده الذي ابتسم قائلا: مساء الخير يا عمر... هل انتهيت من نزهتك مع اصدقائك؟
اجابه عمر: نعم يا ابي
مال والده الي الامام وهو يسأله:هل انفقت نقودك كلها؟
هز عمر رأسه نفيا وهو يجيب: لا ياابي مازلت املك نقودا كثيره...شكرا لك
تراجع والده في حيره وهو يتطلع اليه فلم يكن من عاده عمر ان يجلس معه في حجره مكتبه دون ان تكون له مطالب ما الا انه لم يحاول سؤاله عما لديه وانما تظاهر بالانهماك في القراءه تاركا لابنه حريه الوقت المناسب للافصاح عما لديه حتي سأله عمر في اهتمام: ابي الديك هنا كتاب حديث عن اجهزه الترانزستور؟
ادهش السؤال والده بالفعل الا انه لم يبد دهشته هذه وانما اغلق الكتاب الذي يطالعه في هدوء وخلع منظاره الطبي وهو يقول: عندي بالطبع عده كتب عن الترانزستور بحكم تخصصي ولكن هذه الالكترونيات اصبحت قديمه والعالم كله يستخدم دوائر السليكون المطبوعه و.........
سأله عمر مقاطعا: الديك كتاب عن دوائر السليكون هذه؟
ملأت الحيره نفس الاب وهو يقول؟ بالطبع
ثم استدرك بسرعه: ولكنه كتاب ضخم باللغه الانجليزيه و......
قاطعه عمر مره اخري: هل يمكنني استعارته؟
تطلع اليه والده في دهشه ثم لم يلبث ان عقد حاجبيه قائلا: وهل يمكنك قراءه كتاب متخصص كهذا بلغه اجنبيه؟
اسرع عمر يجيبه: انني استعيره من اجل والد احد اصدقائي
لسبب ما شعر الاب ان ابنه ليس صادقا في قوله هذا الا انه لم يشا الافصاح عن هذا وانما نهض يحضر الكتاب ويناوله لابنه وهو يسأله: وكم من الوقت يحتاج اليه؟
التقط عمر الكتاب في لهفه تثير الدهشه وهو يجيب: يوم واحد يا ابي...يوم واحد
وحمل الكتاب الي الباب في سرعه ثم توقف وهو يفتح الباب والتفت الي والده وقال بابتسامه عريضه: شكرا لك يا ابي....شكرا لك
بقي الاب حامدا في مكانه بعد ان اغلق عمر باب الحجره وانصرف ثم غمغم في قق وهو يعيد منظاره الي عينيه: ماذا اصابه
وعربد في اعماقه قلق خفي جعله يتصور ان هذا الذي حصل منه علي الكتاب ليس عمر الذي يعرفه
انه يختلف
يختلف كثيرا

موضوع: رد: الجني الإثنين أغسطس 16, 2010 6:15 am

واو روعه ساكورا

موضوع: رد: الجني الإثنين أغسطس 16, 2010 12:06 pm

شكرا على القصة

موضوع: رد: الجني الثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:05 am

شكرا ع المرور ارثر ونشوي